جريمة يوميا هذا الأسبوع!! ألا تستحق جلسة طارئة!! ألايزعجكم الرقم وتنامي توحش جرائم التلامذة وأهاليهم!! تعلمون أن ثوب التعليم الحكومي شايط وتواصلون ترقيعه وتخديره تماما مثل حقوق ملاك العقارات القديمة!! ملفات أغلقتموها بختم" شائك" ليتولاها عنكم الرئيس!! لنضيف ميزانيتكم لأعباء الشعب.. د. طارق شوقي وزير التعليم يجدف ضد التيار!! يجاهد لتنقية المناهج ولاستبدال التلقين بالبحث، مع معلم ضد الخروج على النص لعجزه ثقافيا، وإدارات تعليمية تتربح بفرض أتاوات تنقية فساد التقارير السنوية!! جرائم تتصدر أخبار التلامذة!!
تهون مليارات خسائرنا المادية أمام خسائر الأخلاق وتفشي أمراض الجهل، وانتزاع النجاح بالكتر والمطواة والغش الجماعي، مقابل ما تحمله التلميذ وأهله من مذلة توفير فلوس الدروس الخصوصية!! مدارس المناطق الموبوءة بتكدس عمالة نازحة وامرأة معيلة، وكل جاهل يحمل شهادة، هي معتقلات تدريب عملي على الجريمة.
بدأت امتحانات نصف العام، وتصدرت جرائم تلامذة الحكومة يوميا صفحة الحوادث!! اعتداء تلميذ بسادسة ابتدائي على زميله بكتر في المدرسة، أصيب بجروح قطعية قاتلة، تطلبت 100 غرزة بالوجه والرقبة والذراع!! تلميذ يعتدي على آخر بالمطواة بعد انتهاء اللجنة لأنه رفض تغشيشه!! وتلميذ – مسجل سوابق بالمدرسة!!- مزق وجه زميله بغطاء كانز في الفسحة!! وفي كفر الشيخ اعتدي طالبان بالثانوى على زميل تطوع للدفاع عن آخر!! تناوبا طعنه بكتر في رقبته وبمطواه خلف رأسه، أمام الفصل، ليصاب بجرح غائر 7 سم، أفادت التقارير الطبية خطورة حالته لوجود نزيف داخلى مستمر ناحية المخ!! وفيديوهات إرهاب للمعلمين لتأمين الغش!! فيديو سيدة بجلباب و"حجاب" أسود تتزعم تغشيش أولاد أهل الحتة!! أمام المدرسة، المدرس الخصوصي القابض لإنجاح اولادهم يذيع اجابات الامتحان بالميكروفون، وهى تعيدها للانتشار والتأكيد!! في مشهد عادي بمناطق مثل عين شمس والمقطم!! وفيديو احتشاد الأهالي لضرب معلمة رذلة، تمنع لجانها من الغش وتسحب الهواتف!! أهانوها وضربوها قبل فرار سيارة الشرطة بها!! لتنتهي كل حادثة بتبرئة المسؤولين وتجميد الملف!!
مدارس الحكومة مريض مُزمٍن دمرته المٌسكٍنات، والتغابي.. حقنا وواجبنا محاسبة الحكومة عن أموال ضرائبنا وتضحياتنا ليعود المعلم رسولا، والتعليم سلاحا..انتفض مجلس نوابنا يهاجم مشروع قانون يفرض غرامة وعقوبات علي الطالب المتغيب وأسرته، ولم ينتفض لمواجهة عناصر تدمير التعليم.. ومنها ميزانية التعليم!! حوالي 115 مليار، 84% منها تلتهمه الأجور وتسويات ومكافآت امتحانات وحوافز أداء وإدارة العاملين بالقطاع!! خلاف إجبار التلميذ على الانضمام للمجموعات المدرسية، مساهمة في رفع رواتبهم بدلا من الوزارة!! وإلا تحرش المعلم داخل الفصل بالتلميذ نفسيا بإلاهمال والتعسف!!
لم ينتفض نوابنا لإعادة تكليف 30 ألف معلم سنويا، خريجوا 30 كلية تربية مؤهلين علميا وتربويا.. وإلزام وزارة المالية بتعيينهم لسد العجز العددي والمهني!! قراري إلغاء التكليف، ووقف التعيينات بأمر وزارة المالية أصاب التعليم بفيروس الدروس الخصوصية لأن كل من هب ودب واشترى دبلومة تربية، ونجح في كشف خلو مظهره من العاهات أصبح معلما، برخصة ضمنية لتجارة الدروس الخصوصية، لأن عقده مع وزارة التعليم مؤقت بلا ضمانات!! لو كليات التربية فاشلة، اقفلوها ووفروا الميزانية!
لم ينتفض نوابنا لتقاعس الحكومة في ردع الزيادة السكانية، ليصل عدد طلاب المرحلة الأساسية حوالي 19 مليون، محشورين في حوالى 52 ألف مدرسة، اخبارهم في صفحة الحوادث!!
أمر الرئيس السيسي بتعيين 150 ألف معلم - 30 ألفا سنويا- بالأمر المباشر، أرجو أن ينتفض نوابنا للمطالبة بقصر اختيار معلمي المرحلة الابتدائية منهم على الفائزين بدراسات عليا تشمل مشروع تخرج يؤكد كفاءتهم.. وينتفض ويرفض عبث تشكيل ورش العمل لتأهيل خريجي كليات عملية!! كفانا تهليبا وتغييبا.
أرى في مبادرات وزير التعليم رؤية وشجاعة انتحارية، تأييدها واجب وطني.. وأضيف إليها إلزام الطالب الراسب بدفع مصروفات الإعادة، أو إلزامه بالتعليم المناسب لقدراته، مجانية الرسوب سنتين سبب بلاوينا.. وإلغاء مؤقت لمكافآت اللجان والاستشاريين.. وايقاف مخصصات مشروع محو أمية وتعليم الكبار، كفانا نزيف عشرين عاما رفعت الأمية نسبيا وما أثمرت إلا جرائم التلامذة!! وأرفض اقتراح تحويل ميزانيتها لتمويل تكليف الخريجين بمحو الأمية كخدمة عامة، لأنه غياب رؤية لمعنى الخدمة العامة للوطن ،مع تواصل للنهب.. محو الأمية هو مشروع قومي، البنوك قادرة على دعمه من فائض أرباحها.
ولينتفض نوابنا لتفعيل الاستفادة من تراكم خبرات وتوصيات أساتذة علم النفس بجامعاتنا المصرية -عين شمس وحلوان وقناة السويس-..حصيلة أبحاثهم ودراساتهم تحدد أسباب وطرق تقويم جنوح التلامذة، مش محتاجين خبراء أجانب أو تقليد كوريا.
لينتفض نوابنا مطالبين بالعلاج المُر لقروح التعليم، أو يصمتون.. دولتنا قادرة على فرض ما تراه عاجلا لخطورته.
----------------------
بقلم: منى ثابت
